الخلفاء الراشدين

الخلفاء الراشدين


الخلافة الإسلامية يمكن تعريفها بأنها نظام الحكم في الإسلام الذي يقوم على استخلاف قائد مسلم على الدولة الإسلامية ليحكمها بالشريعة الإسلامية، وسميت بالخلافة لأن هذا القائد (الخليفة) يخلف رسول الإسلام محمد لتولي قيادة المسلمين والدولة الإسلامية.
بينما الخلافة عند بعض الشيعة موضوع أوسع من الحكومة بعد الرسول فالخلافة عندهم يمكن اختصارها بأنها امتداد للنبوة ، فكلام الخليفة وفعله وإقراره حجة ويجب الأخذ به. فالخليفة عند السنة يصير خليفة إذا عين حاكما بينما يرى الشيعة أن الحكومة مجرد ثمرة من ثمار الخلافة، أي أنه من حسن حظ الناس أن يعين الإمام حاكما ولكن عندما لا يعين فهو لايزال خليفة أو إمام ، وهذا مايرفضه أهل السنة فالرسول توفي وقد أكمل الدين وللصحابة وآل البيت وكذلك من العلماء القدامى والمعاصرين أن يكون مصدرهم الكتاب والسنة وليس احتكارا لاثني عشر شخصا خاصة أن تسعة منهم لم يروا الرسول، ثم لا يكون حجة على المسلم إلا الرسول.وهي دولةُ الخِلافة الوحيدة التي لم يكن الحكم فيها وراثيًّا بل قائمٌ على الشورى، عكس دول الخِلافة التالية التي كان الحُكمُ فيها قائمٌ على التوريث.

المسيرة التاريخية :

على زمن الدولة الإسلامية، قامت خلافة الخلفاء الراشدين من بعد موت الرسول، بداية من أبي بكر الصديق إلى علي بن أبي طالب. ومن ثم بدأت الخلافة الأموية ثم الخلافة العباسية. وقد انتهى نظام الخلافة الرسمي بنهاية الدولة العباسية على يد المغول. أما بالنسبة للدولة العثمانية، فكان السلطان يلقب بـصاحب مقام الخليفة أي الذي يحل محل الخليفة، وذلك لعدم اعتراف المسلمين بأي خليفة إلا أن يكون إما من سلالة الرسول أو من أشراف مكة أي من قبيلة قريش. 
بلغت الخِلافةُ الرَّاشِدة أوج اتساعها خلال عهد الخليفة الثالث عُثمان بن عفَّان، وقد وقعت أغلب الفتوحات الإسلاميَّة في عهد الخليفة الثاني عُمر بن الخطَّاب، وأخذت القبائل العربيَّة تتوطن في البلاد الجديدة وتعمل على نشر الإسلام بين أهلها، فأصابت في ذلك نجاحًا كبيرًا حيث اعتنقت الأغلبيَّة الساحقة من أهالي تلك البلدان الإسلام خلال السنوات اللاحقة، وقد برز في عهد الخِلافة الراشدة أسماء عدد من القادة العسكريين الذين احتلّوا منذ ذلك الحين مكانةً مرموقة في عالم الفاتحين التاريخيّن، ومنهم: خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وسعد بن أبي وقَّاص. وكان اتساع الدولة سببًا في جعل العرب يقتبسون لأوَّل مرَّة النظم الإداريَّة الأجنبيَّة، فاتبعوا التنظيمات والتقسيمات الإداريَّة البيزنطيَّة والفارسيَّة وأبقوا على بعضها كما هو وأدخلوا تعديلاتٍ على أخرى حتى تتناسب مع الظروف المُعاصرة.

بداية الخلافة الاسلامية:

أحدث خبر وفاة رسول الله صدمة هائلة عند كثير من المسلمين، فمن يقول مات رسول الله ومن يقول لا لم يمت . لما بلغ الخبر أبو بكر دخل على رسول الله في بيت عائشة , فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله ثم أقبل عليه فقبَّله، وخرج إلى الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنه مَن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم تلا قول الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}.
بايع الناس أبا بكر في المسجد -بعد بيعة قادة المهاجرين والأنصار له في سقيفة بني ساعدة فقام أبو بكر خطيبًا في الناس ليُعْلِن عن منهجه، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه، قال:
تاريخ إسلامي
أما بعد، أيها الناس، فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم، فإنْ أحسنتُ فأعينوني، وإنْ أسأتُ فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقَّه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحقَّ منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمَّهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله



 خلافة ابو بكر الصديق:

استلم أبو بكر خلافة الأمة في مرحلة دقيقة، فغياب الرسول محمد بن عبد الله شجع الكثير من القبائل العربية التي أعلنت ولاءها للإسلام إلى إعلان العصيان ومحاولة الخروج عن سلطة المدينة منهم من رفض دفع الزكاة في حين أعلن البعض الآخر ارتداده عن الإسلام وظهر العديد من مدعي النبوة في أرجاء مختلفة من الجزيرة العربية. عرف أبو بكر مباشرة أن مثل هذه الحركات تهدد وحدة الأمة والدين وكان رده مباشرة عن طريق مجموعة حملات عسكرية على القبائل المرتدة عرفت بحروب الردة.

خلافة عمر بن الخطاب:

استمر حكم عمر بن الخطاب عشر سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوما تمت خلالها معظم الفتوحات الإسلامية خصوصا فتح بلاد الشام و بلاد الرافدين ومصر لينتهي بذلك الوجود البيزنطي والساساني في كلا من بلاد الشام والعراق ومصر. كما أقتحم المسلمون غمار البحار فهزموا البيزنطيين في معركة ذات الصواري. مما جعل الدولة الإسلامية تتحول إلى إمبراطورية مترامية الأطراف تشمل العديد من الأراضي والأقوام والشعوب. وتدفقت الأموال على المدينة المنورة وانتعشت الحياة الاقتصادية مما أثار فعليا مخاوف أمير المؤمنين الذي عرف بزهده وعدله. شكل سقوط الإمبراطورية الساسانية غيظاُ شديداً لدى الفرس مما جعل أبو لؤلوة المجوسي يبادر بقتله.


خلافة عثمان بن عفان:

فطن عمر إلى طريقة جديدة في اختيار الخليفة القادم تخلصه من مسؤولية الاختيار والتي ستكون تطبيقا فريدا لمبادئ الشورى التي يحض عليها الإسلام : ما كان من عمر إلا أن اختار مجموعة من ستة أشخاص (هم من بقي من العشرة المبشرين بالجنة)وفيهم عبد الله بن عمر يحضر معهم مشيرًا فقط.وأمرهم أن يجتمعوا بعد موته في بيت أحدهم لاختيار خليفة المسلمين وقد اجمع الناس على اختيار عثمان بن عفان خليفة للمسلمين .اقتحم المتآمرون بيت عثمان وهجموا عليه وهو يقرأ القرآن، فأكبّت عليه زوجته نائلة لتحميه بنفسها، لكنهم ضربوا يدها بالسيف فقُطعت أصابعها، وتمكنوا من عثمان فضربوه بالسيف، فسال دمه على المصحف الذي كان يقرأ منه، ومات شهيدًا .بويع علي بن أبي طالب للخلافة بالمدينة المنورة في اليوم التالي لقتل عثمان رضي الله عنه .وفي المقطع الدي في الاسفل يتحدث المغامسي عن فتنة قتله رضي الله عنه.

   خلافة علي بن اب طالب:

أمير المؤمنين ، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وابن عم النبى صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء ووالد الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة.  شهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يحمل اللواء فى أكثرها ويتقدم للمبارزة .ولما قتل عثمان بويع على بالخلافة سنة 35 هـ فخرجت السيدة عائشة والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله يطلبون بثأر عثمان ويرفضون بيعته ، فكانت وقعة الجمل سنة 36 هـ ورفض معاوية بن أبى سفيان مبايعته ، وكان أميراً على الشام ، فاستعصى بها وجمع جيشاً من أهلها فتوجه إليهم علي بجيشه والتقى الفريقان فى معركة صفين وانتهت المعركة بالدعوة إلى التحكيم ، ثم انتهى التحكيم بانقسام الناس إلى ثلاثة أقسام ، قسم بايع معاوية ( أهل الشام ) وقسم بايع علياً ( أهل الكوفة ) وقسم خرج على علي وكفروه لقبوله التحكيم فسموا الخوارج . وقد ناقشهم على طويلاً فلم يستجيبوا . فقاتلهم فى النهروان وعاد الى الكوفة وفي 17 من رمضان 40 هجري اغتال أحد الخوارج علي بن أبى طالب رضي الله عنه وهو فى صلاة الصبح.

في المقطع حديث الشيخ المغامسي عن فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه


 







وفي الرابط التالي يظر حديث الشيخ صالح المغامسي عن وفاة الخلفاء الراشدين .

6 comments:

  1. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  2. اعجبني التنسيق ومحتوى الموضوع شكرا على جهودك

    ReplyDelete
  3. موضوع مفيد ومنظم اشكرك على حسن الاهتمام

    ReplyDelete
  4. جميل الموضوع وكان التنسيق رائع جدا اشكرك على الجهد المبذول.

    ReplyDelete