Sunday, December 4, 2016

                         حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثه 

حياة  الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
ولد صلى الله عليه وسلم فى بيت من بيوت العرب فهو من أشرف فروع قريش وهم بنو هاشم وقريش أشرف بيلة فى العرب و أ زكاها نسبا وأعلاها مكانة و قد روى عن العباس رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال

((إن الله خلق الخلق فجعلنى من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين ثم تخير القبائل فجعلنى من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلنى من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا)) 

وأنه نشأ يتيما فقد مات أبوه عبد الله و أمه حامل به لشهرين فحسب ولما أصبح له من العمر ست سنوات ماتت امه آمنة فذاق صلى الله عليه وسلم فى صغره مرارة الحرمان من عطف الأبوين و حنانهما وقد كفله بعد ذلك جده عبد المطلب ثم توفى ورسول الله ابن ثمان سنوات فكفله بعد ذلك عمه ابو طالب حتى نشأ واشتد ساعده و إلى يتمه أشار القرآن الكريم بقوله 
((ألم يجدك يتيما فئاوى)) 
و أمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم السنوات الأربع الأولى من طفولته فى الصحراء فى بنى سعد فنشأ قوى البنية ,سليم الجسم,فصيح اللسان ,جرىء الجنان ,و قد تفتحت مواهبه على صفاء الصحراء و هدوئها وإشراق شمسها و نقاوة هوائها وكانت تعرف فيه النجابة من صغره وتلوح على محياه مخايل الذكاء الذى يحببه إلى كل من رآه,
فكان إذا أتى الرسول وهو غلام جلس على فراش جده وكان لا يجلس معه أحد على الفراش وكان يحاول أعمامه انتزاعه عن الفراش فيقول لهم عبد المطلب دعوا ابنى فوالله إن له لشأنا 
وكان عليه الصلاة والسلام يرعى فى أوائل شبابه الغنم لأهل مكة بقراريط يأخذها اجرا على ذلك ولما بلغ من عمره خمسا وعشرين عمل لخديجة بنت خويلد فى التجارة بمالها على أجر تؤديه إليه ولم يشارك عليه الصلاة والسلام أقرانه من شباب مكة فى لهوهم ولا عبثهم وقد عصمه الله من ذلك

وعرف عنه منذ إدراكه رجحان العقل و أصالة الرأى و فى حادثة الحجر الأسود من الكعبة دليل واضح على هذا عندما قرر أهل مكة هدم الكعبة و تجديد بنائها و فعلوا ذلك ولما وصلوا إلى مكان وضع الحجر اختلفوا اختلافا شديدا فيمن يكون له شرف وضع الحجر الأسود فى مكانه و ثم ارتضوا عندما دخل عليهم رسول الله و قالوا هذا المين رضينا بحكمه و قد قام الرسول ببسط رداءه ثم آخذ الحجر ووضعه فيه ثم أمرهم أن تأخذ كل قبيلة بطرف من الرداء فلما رفعوه وبلغ الحجر موضعه أخذه ووضعه بيده فرضوا جميعا وصان الله بوفور عقله و حكمته دماء العرب من أن تسفك إلى مدى لا يعلمه إلا الله

وعرف عليه الصلاة والسلام فى شبابه بين قومه بالصادق المين واشتهر بينهم بحسن المعاملة و الوفاء بالوعد واستقامة السيرة و حسن السمعة مما رغب خديجة فى ان تعرض عليه الأتجار بمالها و عندما ر أت الربح الكثير منه و أمانته وإخلاصه حملها ذلك على أن ترغب فى الزواج منه فقبل أن يتزوجها و هو أصغر منها بخمسة عشر عاما و أفضل شهادة له بحسن خلقه قبل النبوة قول خديجة له بعد أن جاءه الوحى فى غار حراء و عاد مرتعدا 

(((كلا والله لا يخزيك ابدا ,إنك لتصل الرحم, وتحمل الكل(الضعيف) وتكسب المعدوم و تقرى الضيف و تعين على نوائب الحق))) 

وحبب الله إليه عليه الصلاة والسلام قبيل البعثة بسنوات أن يخرج إلى غار حراء وكان يخلو فيه لنفسه مقدار شهر و كان فى شهر رمضان ليفكر فى آلاء الله وعظيم قدرته واستمر على ذلك حتى جاءه الوحى ونزل عليه القرآن الكريم


..
الدروس والعظات :_ هو أنه كلما كان الداعية إلى الله أو المصلح الجتماعى فى شرف من قومه و إن فى تحمل الداعية آلام اليتم أو العيش ,وهو فى صغره ما يجعله أكثر إحساسا بالمعانى الإنسانية النبيلة و كلما عاش الداعية فى جو أقرب إلى الفطرة و أبعد عن الحياة المعقدة وكان ذلك أدعى إلى صفاء ذهنه و لا يتأهل لمركز الدعوة و قيادتها إلا الذكى النبيه وينبغى للداعية أن يعتمد فى معيشته على جهده الشخصى أو مورد شريف لا استجداء فيه و لا ذلة ولا مهانة و إن استقامة الداعية فى شبابه و حسن سيرته أدعى إلى نجاحه فى دعوته إلى الله و إن تجارب الداعية بالسفر ومعاشرة الجماهير و التعرف على عوائد الناس و اوضاعهم و مشكلاتهم لها أثر كبير فى نجاح دعوته ما يمكنه من أن يحقق قول الله تعالى ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)) و يجب على الداعية إلى اله محاسبة نفسه إن قصر فى خير أو زل فى اتجاه أو جانب سبيل الحكمة أو أخطأ فى سبيل أو منهج أو أنغمس مع الناس فى الجدال و النقاش حتى أنسته تذكر الله و الأنس به و تذكر الآخرة و جنتها ونارها والموت و غصصه و آلامه و لذلك كان التهجد و قيام الليل فرضا فى حق النبى صلى الله عليه وسلم مستحبا فى حق غيره وأحق الناس بالحرص على هذه النافلة هم الدعاة إلى الله و شريعته وجنته نحن فى لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها و حسبنا قول الله تبارك و تعالى مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وسلم((يأيها المزمل,,قم الليل إلا قليلا,,نصفه أو أنقص منه قليلا,,أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا,, إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا,,أن ناشئة اليل هى أشد وطئا و أقوم قيلا))) صدق الله العظيم ((المزمل : 1_6))

3 comments: